modyayad بدأت أعمل قلق أهوه
عدد الرسائل : 35 تاريخ التسجيل : 27/09/2007
| موضوع: ((صرخة ندم)) .....قصة قصيرة الجمعة سبتمبر 28, 2007 2:43 pm | |
| صرخة ندم
اخيرا ...وصلت الى هنا ...ويا له من مكان..ويا لها من طبيعة خلابة..فالعشب الأخضر ممتد على مدى البصر..وعبير الزهور يملأ المكان..اتنفسه فيسكرنى..ويذهب بي الى عالم آخر..عالم الخيال...و الطيور تغرد من حولي ..و تحلق في السماء..وها هو الكروان ينشد..يتغنى بذكرياتى فى هذا المكان..وفي وسط هذه الطبيعة الخلابة توجد بحيرة..ويالروعتها..فهى تتلألأ بأشعة الشمس المنعكسة عليها....فتضفى عليها جمال ساحر تجعل من يراها يخر ساجدا للخالق يشكره على ما أبدع..ودرت ببصري في المكان...حتى وقعت عيناي على بيت صغير..وسط هذه الطبيعة..فتسارعت دقات قلبي ..يا الهى ..لقد أنساني سحر المكان لماذا جئت الى هنا..أو لعلى أتهرب من سبب مجيئي....حسنا لقد جئت من أجله..جئت لأراه..لأسمعه..لأشعر بكيانه...فأشواقي لم ترحمني..لم يغمض لها جفن..ظلت توخذنى بأشواكها..فأستسلمت وجئت..بعد فراق دام طويلا..أعلم اني السبب..أعلم انى المخطئة..ولكن من منا لم يخطىء..من منا لم يندم..فالأهم من ذلك..كم منا يعترف بخطأه ..و يعتذر..وها أنا جئت لأعتذر..جئت لتعود لى حياتى..فقد أكتشفت أن بعدي عنك جعلني جزء منك.....نظرت طويلا للبيت الصغير..وتقدمت نحوه فى خطى مترددة و خائفة..وفى رأسي يدور ألف سؤال وسؤال..هل سيغفر...هل سيصفح ويقبل الاعتذار...هل يتوقع مجيئي ..هل ينتظرني...ومازلت اتقدم نحو البيت ..وتدريجيا بدأت أسرع فى الخطى ..لا اتحمل الانتظار أكثر من ذلك ..و...وصلت اخيرا الى باب البيت..وامتدت يدي في بطء شديد لتطرق عليه...احتبست أنفاسى..وطرقت الباب ..طق طق طق.......
بعد دقائق ظننتها الدهر فتح الباب ....ووجدته أمامي..لقد مر على فراقنا فترة طويلة ..ومريرة...وها هو امامي مباشرة..وعلى وجهه أغرب تعبير رأيته فى حياتي ....فهو مزيج من الدهشة و العتاب و التردد والقلق..لاأعرف بالظبط....ولكن أنا ...أنا بمجرد أن وقعت عليه عيناي...أحسست بسيل من المشاعر انطلق نحوه..تملكني احساس قوي بأن ارتمي بين احضانه و ابكي....ابكي حتى أموت بين يديه..أو حتى يغفر لي و نعيش معا..ولكني تمالكت نفسي...و أكتفيت بأن أمد يدي له للمصافحة ..فصافحني بيد باردة كالثلج...إقشعر لها بدني ...إقشعر خوفا..فهي برودة مخيفة...تعني الكثير ....و ساد صمت رهيب لثوان...قطعها هو ليقول " انت؟! ..أهلا بك..ولكن ماذا جاء بك الى هنا"...... ووقع علىّ سؤاله كسيف مسموم غمد فى قلبي فشطره نصفين...نظرت له فى هلع..غير مصدقة لما قاله..وقاومت.....قاومت بكل ما اوتيت من قوة ...قاومت دمعة حقيرة أرادت ان تعرف لها طريق خارج عيني...أردت أن أرد عليه ولكن الكلام اختنق فى حلقي..فتمالكت نفسي و أخذت نفسا عميقا..وهممت بالرد ولكن.....اوقفني فجأة صوت سمعته من الداخل...من داخل البيت...صوت نسائي يقول "حبيبي من بالباب؟" وظهرت من خلفه..مطوقة ذراعه بذراعها...و نظرت لى فى تساؤل...فقال هو لى " هذه زوجتى" ...فنظرت له زوجته فى تساؤل عن من اكون انا.....فقال لها... "هذه السيدة أخطأت الزمان...تسأل عن شخص لم يعد له وجود هنا" .....هنا ........وهنا فقط ...لم أحتمل أكثر من ذلك ..لم أستطع المقاومة...و ارتجفت كل ذرة من كياني...أحسست وكأن الاف الخناجر تطعنني ألف طعنة فى كل انحاء جسدي...وبدون أن اشعر إنهمرت الدموع من عيناي...إنهمرت حتى شعرت أنها تدمي...و فجأة...انهارت قواي كلها مرة واحدة....و أظلمت الدنيا من حولى....وهويت .............
بعد فترة لا أعرف مداها..أفقت..وجدت نفسي في نفس المكان..وها هو البيت أراه من بعيد...ولكن..أحقا هذا هو نفس المكان؟!!....ياإلهي لقد أصبح المكان بشعا....لقد ساد الظلام....وتلبدت السماء بالغيوم...وذبلت الأزهار وماتت....وأين الطيور؟!..لا أرى هنا سوى خفافيش كريهة تحلق فى المكان...وماهذه الرائحة البشعة ...ووقع بصري على البحيرة...لقد تعكر ماؤها....أصبحت مثل المستنقع وتحيطها الصخور الحادة من كل جانب...يا إلهي..ما أبشع منظرها...وأين العشب الأخضر....لقد أصبحت الأرض جدباء..لا زرع فيها ولا ماء يسقيها..و ظهرت فيها الشقوق وكأنها ثعابين تزحف فى المكان..تنهش كل ما يقابلها في طريقها....لقد أصبح المكان بشعا بحق....جريت ....جريت بأقصى سرعتي فرارا من هذا المكان الرهيب..ولا أعرف لمتى ظللت أركض...ولكني فجأة سقطت مغشيا علىّ.......
فتحت عيناى ببطء..وجدت عيون تتفحصنى....تفقدت المكان..فعرفت أني في بيتي..في غرفتي..امي و اختي بجانبي..وعلامات الحزن و الاسى على وجوههم..نظرت لي أمي محاولة ان تبتسم وقالت "حمدا لله على سلامتك ياحبيبتي ..لقد وجدك المارة فى الطريق مغشيا عليكي ...ماذا حدث بالله عليكي؟" .....نظرت لها و أبتسمت أبتسامة مرارة وقلت لها " لاشىء انه فقط بعض الإرهاق " و طلبت منهم تركي وحدي....ثم أخذت أفكر فيما حدث...و أغمضت عيناي فتدفقت منها الدموع ساخنة على وجنتاي..يا إلهي ....لم أشعر بالندم فى حياتي كما شعرته الآن ..وكل ما كنت أفكر فيه في تلك اللحظة هو شىء واحد فقط..هو أن أصرخ..أصرخ صرخة واحدة تخرج معها روحي .....صرخة واحدة بكلمة واحدة ..."فات الأوان"..."يا حمقاء فات الأوان" __________________
| |
|
النجم بودى >>المشرف العام علي شؤون المملكة<<
عدد الرسائل : 165 تاريخ التسجيل : 24/09/2007
| موضوع: رد: ((صرخة ندم)) .....قصة قصيرة الخميس أكتوبر 18, 2007 9:51 pm | |
| | |
|