موت بلا فراق

موضوع: موت بلا فراق الجمعة سبتمبر 28, 2007 2:49 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت نفسي استيقظ يوما والفرحة تكاد تخترق ضلوعي ..... فأشعة الشمس وقت شروقها ... تخللت اجفاني ... لتعرب لي عن ميلاد يوم جديد .... بدأت اجفاني في الافتراق عن بعضها في استحياء .... واذا بي اجد القمر يطل علي من وجه حبيبتي ...... ابصرت فأذا بالشمس تختفي بخجل خلف وجهها ..... واذا بابتسامتها الرقيقة تطل علي ... تسابق اشعة الشمس الى عيني ...... واذا بأنفاسها تهفو الي كالنسيم ... تسارع نسيم البحر العليل في الوصول الى وجهي .... واحسست بدفئ اناملها الرقيق يكسو جبيني متفوقا على دفئ الشمس الساطعة .... ورأيت السعادة تتجسد لي في ابتسامة شفتاها ..... ووقعت عيناي على وجهي ...... انه وجه مختلف لانسان مختلف تملأه السعادة والبهجة ..... وجهي الذي لم اراه من قبل ..... فما اجمل ان ارى وجهي في عيون حبيبتي
لم ننطق بكلمة ......ارتميت في احضان حبيبتي ...... ما اجمله من احساس .... لم ولن تتخلله يوما اي شهوة انسانية ..... فلقد ربط بيننا حبا عذريا ... يسمو فوق كل شهوات البشر .......... وجدت في احضانها ارضي التي طالما بحثت عنها ..... وجدت راحتي التي عشت حياتي انشدها ..... وجدت سعادتي التي بخلت علي الدنيا بها .
وجدت كل معني لحياة ....عرفته او لم اعرفه .......
نعم فهي دنيتي المنشودة ........ فلقد احسست ان الله قد عوضني قسوة الايام .... برقة مشاعرها ....وعوضني عن حرمان الليالي ... بعظمة عطائها ... وعوضني عن انهار الدموع التي زرفتها ..... ببسمة وجهها ..... وعوضني عن انسانة تشتاق الي ... بعد ان لفظني كل من حولي
نظرت اليها ....... وكانت ما تزال البسمة ترتسم على شفتيها
كاد لساني ان ينطق ب.......؟؟؟؟ لكنها لم تمنحني الفرصة ..... فلقد وصلها احساسي من زمان بعيد ..... لم يعد كلانا في حاجة ليسمع كلمات الحب من الاخر ...... فدقات قلوبنا لحنا من الحب ينطق بما تعجز الكلمات عن نطقه
اخذتني من يداي ....... قمنا .....توجهنا الى تلك الشجرة التي ترمي بظللالها على الرمال الممتدة ..... ارتمينا بين احضان ظلالها ..... ونظرنا الى امواج البحر ....تلك الامواج التي تتسارع في احتظان الشاطئ ....
تأتي الموجة تتلوها الموجة .... لترانا ... وتشهد على الحب الذي جمع بيننا ..... لا لتشهد اننا خلقنا حبا .. لم يخلق على تلك الارض
وما اجمله من بحر .... فالمياة الزرقاء غارت من حبنا .... فأحتضنت قرص الشمس .... والنسيم يطارد الامواج ... الينا ... لينصت لطوفان صوت الحب الذي يسري بيننا
انتبهت على اشارة منها ...... فلقد ارادت ان تلقي برأسها على وجهي
عشت لحظات وانا وسط الملائكة ........ فلم اكن اتخيل يوما ان احتضن السعادة ..... بل لم اتخيل يوما ان تكون السعادة لي وحدي دون سائر البشر
وجدت اناملي تتخلل شعرها .. الذي يفوق الليل سوادا ...... عشت في عالم اخر لم اكن اتخيل ان تطئ قدماي ارضه
وفجأة
وجدت صدري يضيق بأنفاسي ....... وجدت النسيم وقد غاب من حولي ...... رأيت السواد في اشعة الشمس المضيء ..... وامواج البحر ....امواج البحر وقفت ساكنة ..... ابت ان تتسارع في الوصول الينا
نظرت الى عينيها ........ فوجدت فيها صورتي التي تعودت عليها .....صورة انسان قد مات منذ امد طويل .... كل ما يربطه بالحياة مجرد انفاس .......
رأيتها تبتسم ابتسامتها المعهودة ...... ولكن ...... لكن ابتسامتها يغيب عنها سر الحياة .......
تحدثت اليها ....... لكنها ظلت صامته ....لم تنطق بكلمة وحدة .... عيناها تنظر الي في حنان قاسي ...... انفاسها لم تعد تكسو وجهي ...... ودقات قلبها ........ دقات قلبها اكتساها صمت مميت
لم اشعر الا والدموع تختلج وجهي ...... للتساقط على وجهها .... فيصيبها جمود مميت
حملتها ...... وانا اشعر بروحي اوشكت ان تفارق جسدي
وفي خطوات يعتريها الحزن .... توجهت الى امواج بحرنا .... التي كثيرا ما شهدت على حبنا ....... احسست ببرودة المياة تتسلل الى جسدي
اخترقت المياه .... واحسست بأن المياه تغمرنا ...... وفجأة ...... توقف قلبي عن الخفقان ..... وعندها
رأيتها تنظر الي .....تبتسم الي مرة اخرة ...... فأنزلتها ...... ونظرنا سويا .... فأذا بأعماق البحر تحتضننا
واحسست بأحساس غرب لم احسه من قبل ... وهكذا خبرتني عيناها ...... ووجدت كلانا يذوب بين امواج البحر ..... لتحمل كل قطرة مياه منه شيئا منا
ولتبقى امواج البحر .... تحمل ذكرانا وحبنا الى تلك الارض التي طالما شهدت على ذلك الحب ... الحب الذي عاش دون ان يمـــــــــــــــــــــــــــــــوت .
عادل كمال احمد