من أجل تحسين الصورة .. قصة قصيرة

من أجل تحسين الصورة

كريم خيرى لاعب كرة موهوب بالفطرة، مهارتة واضحة لكل من يراه، وبدا مستقبله رائعاً خصوصاً أنه لم يتجاوز العشرين من العمر. وقد استطاع اللحاق بأحد الأندية الكبرى فى انجلترا، فأصبح أملاً لكل القلوب العربية التى تحلم بأن تتطور الكرة لديها، وعقدت عليه الأمانى فى أن يصبح لاعباً فذاً يرفع اسم الكرة العربية فى المحافل العالمية.
لم يكن كريم يتوقع- وقد بدت الدنيا أمامه وردية- أن يتعنته المدير الفنى الجديد للفريق لهذه الدرجة، وقد فسر هذا أن للأمر أسباباً عنصرية، ولكن التفسير لم يغير من الأمر شىء، وظل ظهر كريم ملاصقاً لدكة البدلاء طوال العام الأول ولم يعرف طريق الملاعب إلا فى أوقات حرجة ولدقائق قليلة، بل وأحياناً كان المدير الفنى يدفع به للملعب مع بداية الشوط الثانى ويخرجه بعدها بعشرة دقائق فقط، ويعلن فى المؤتمر الصحفى أنه أخطأ بهذا التبديل.
فى فترة الإنتقالات الصيفية توقع الجميع أن يرحل كريم، بل وربما توقع البعض أن يعود لدياره حاملاً خفى حنين.
قال له أحد زملاءه
- (لا تتعب نفسك .. المدرب يكره العرب .. لن تلعب أبداً)
كريم فكر كثيراً قبل أن يقرر أنه سيقاتل من أجل إثبات مهارته، وسيبذل قصارى جهده للبقاء فى هذا الفريق. فلما جاءه عرض من أحد الأندية الانجليزية الصغرى رفضه آملاً أن يحسن صورته عند المدرب.
بالفعل بدأ كريم يحاول اثبات مهارته للمدرب، فأخذ الكرة وتوجه نحوه وقال له
- (سأريك شيئاً رائعاً)
ثم قام بحركة مهارية رائعة جديدة أثارت اعجاب كل من شاهدها، فى حين اكتفى المدير الفنى بابتسامة سريعة متصنعة ثم تجاهله بعدها تماماً.
لم ييأس كريم وظل يسير وراء المدرب فى كل مكان وفى كل وقت، يقول له أنه لاعب ماهر .. يقسم له أنه لاعب فذ .. يتعلق بذراعه ويهمس متضرعاً
- (الكل قال أننى موهوب)
- (استطيع أن أسدد وأحرز أهدافاً من مسافة أربعين ياردة)
- (استطيع أن أثبت الكرة على رأسى لساعات طويلة)
ولم تفلح كل تلك المحاولات، ولم يجد كريم أمامه سوى العودة لبلاد العرب بعد أن أبدى النادى الانجليزى الصغير رفضه انضمام كريم لأنه قام بتعزيز صفوفه بلاعب فى نفس مركزه.
وأخذ كريم يقول بينما هو يحزم حقائبه والأسى يكسو وجهه
- (يوما ما سيعلم أننى لاعب موهوب)
فرد عليه زميله بحنق
- ( يالك من أحمق).

» ((صرخة ندم)) .....قصة قصيرة
» الاختيار::::قصة قصيرة::::
» عن الأنسان والقلب والغيث.........قصة قصيرة بقلمي